نرحب : بكل زوار مدونة ليبياتنا الذين احبوا ان يكونوا معنا بانفاسهم الطيبة واقلامهم النييرة..
الجمعة، 25 أبريل 2014
6:52 ص

وانت لاتعلم.. هناك شخص ما يهتم بأمرك!


وانت لاتعلم.. هناك شخص ما يهتم بأمرك!






طلب معلم من تلاميذه ان يكتبوا اسماء زملائهم في الصف على ورقتين وان يتركوا سطرا فارغا بين اسم و اخر. ثم طلب منهم ان يفكروا بأجمل شي يتصف به كل شخص منهم ثم يدونوه في السطر الفارغ تحت اسمه. استغرق ذلك من الطلاب وقت


الحصه بكامله ، وفي النهايه طلب منهم جميعا ان يسلموا الاوراق التي بحوزتهم في

عطله نهايه الاسبوع جلس المعلم في غرفته وسجل اسم كل طالب من طلابه على ورقه منفصله ، ثم دون تحت  اسم كل  منهم ما قاله فيه بقيه زملائه.

وعند بدايه الاسبوع التالي سلم المعلم كل طالب الورقه التي تحمل اسمه . وسرعان
ما علت البسمه على وجوه التلاميذ ، ثم علا همسا هنا وهناك (هل هذه الحقيقه؟) ،
وآخر يهمس بأذن صاحبه(انا لم اكن اعرف اني اعني شيئا لاحد غيري) واخر يقول
(انا لم اكن اعرف ان الاخرين يحبونني بهذا القدر)....



لقد سعد الاولاد مع انفسهم وسرهم ما سمعوه من زملائهم وانعكس ذلك على تصرفهم


واثبت الطلاب نجاحهم وهم مجتمعين.


بعد عده اعوام وفي فتره الحرب على فيتنام قتل احد اولئك الطلبه ، ويدعى (مارك) و


اقيم له تشييع رسمي شارك فيه رفاقه في الجيش وزملائه الذين كانوا معه في ذلك الفصل وحضر معلمه ذلك التشييع . وبعد ان انتهت مراسيم التشييع ذهب الجميع الى

منزل مارك لتناول الغذاء وتقديم تعازيهم لوالدي مارك. وبينما دار الحديث عن مارك وعن الماضي مع ذاك المعلم قال له والد مارك:(نريد ان نريك شيئا لطالما احتفظ به

مارك في جيبه) ، واخرج من جيبه محفظه ، ثم اكمل قائلا:(لقد وجدوا هذه المحفظه
مع مارك حينما قتل واعتقد انه علينا ان نريك اياها) ، ثم فتح المحفظه بكل هدوء و
اخرج منها قطعتين باليتين من دفتر مذكرات كانت اثار اللصق لعده مرات باديه عليها.
عرف المعلم تلك الورقه التي كان قد وزعها على تلاميذه ذلك اليوم قبل مده طويله و
فيها كل  الصفات الحسنه التي قالها في مارك زملاؤه.
قالت الام:(شكرا لك سيدي على صنيعك هذا وكما ترى كم كان مارك متمسكا بها) .
التفت جميع زملاء مارك حول المعلم وتبسم لذلك ثم قال والخجل باد على وجه:
(لازلت احتفظ بنسختي من تلك الاوراق في درج مكتبي) . ثم قالت زوجه مارك:(لقد
طلب مني مارك ان اضع تلك الورقه في البوم صورنا الخاص) , ثم قال احد اصدقائه:



(وانا لازلت محتفظ بورقتي ايضا... انها في مفكرتي) ثم مد زميل اخر يده في جيبه


ليخرج دفترا صغيرا واخرج منه ورقه قديمه واراها للحاضرين وقال:( انني احمل ورقتي اينما ذهبت) وبكل رباطه جأش اكمل قائلا:(اعتقد اننا جميعا لازلنا نمتلك اوراقنا تلك) . عندها هوى المعلم على كرسي قريب منه وأجهش بالبكاء على مارك و

زملائه الذين لن يروه ثانيه.


-اعلم بأن هناك من يهتم بك فبادر للتواصل معه وقارب خطاك اليه..وتذكر دوما ان ما
تزرعه اليوم لابد وان تحصده غدا، وماتضعه في حياه الاخرين سيرد اليك بلا شك.



مقتبس من كتاب (موعد مع الحياه)

للمؤالف/ د. خالد بن صالح المنيف
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

 
google.com, pub-9449665410047411, DIRECT, f08c47fec0942fa0